مجاراة قل للمليحة - تميم السليمان
«قُل لِلمَليحَة»
• مُقدّمة فِي فَنِّ المُجَاراة:
المُجاراة فِي الشّعرِ هِي أن يَكتُبَ شاعِرٌ لاحِق قصيدَةً علىٰ غِرارِ قَصيدَةٍ لِشاعِرٍ سابِق ، يُجاريه في الوزنِ و القافيَة و المعنَىٰ و يُحاول أن يُطوّر فِي القصيدةِ فيضيف مَعانِيَ جَديدة .
و هُنَا بَين أيديكُم مُجاراة لـقصيدةِ «قل للمَليحة» للشّاعِر ربيعة بن عامر الدّارِميّ التّمِيمِيّ المعروف بِـ «مسكين الدّارمي».
و قِصّةُ أبياتِ "الدّارمي" أنّ تاجراً يبيع خُمُراً من العراق قد باع جميع خُمُره إلاّ السوداء منها، فلجأ إلى الدّارمي المشهور بالعبادة، والتنسّك، فأمره أن يذيع في الناس هذه الأبيات ، فشاع بين النّاس أنّ الدّارمي قد ترك الزهد، وعشق صاحبة الخِمار الأسود، لذلك تنافست النّساء لشراء الخُمُر السود حتّىٰ نفدت من البائع
• النّص :
قُلۡ للـمَـليـحَـةِ بـالـخِـمـارِ الأسـوَدِ
نَشوَیٰ قُلُوبٌ مِـنَ جَـمَـالٍ سَـرمَدي
فِـيـكِ الـبَـهــاءُ و نُـورُهُ وَ ضِـيـاؤُهُ
مَالَ الفُؤادُ إلـىٰ الـجَـمـالِ الأوحَـدِ
فَـنِـقـابُـكِ الـمُـسۡـوَدُّ غـطِّـیٰ بَــدرهُ
أَوقَـدتِ فِـي قَلبِي لَـهِيـبَ تَـوَقّـدِي
مِنْ نَهرِ يوسُفَ فاشۡرَبِي كَي تَرۡتَوي
فِيكِ السَناءُ و نَـهـرُ حُسۡنُكِ مَوۡرِدي
طَالُوتُ مَا إنْ يَفصِلِ الجُندَ التَـقىٰ
نَـهـري فَـلَـمْ تَرِدِ الـعَـسَـاكِرُ مَورِدِي
وَ غَـدَا فُـؤَادِي مِـنْ جَـمَـالِ عُيُونِهَا
يَـهـوىٰ الـكَـثِيـرَ مِنَ الأَنامِ و يَفۡتَدِي
وَ كَـأنَّـنِـي بِــلــقِـيــسُ لَـمَّـا آمَـنَـتْ
مِــنۡ سِـحـرِ قَـصـرٍ نَـادرٍ مُــتَــفَــرِّدِ
كُــنــتِ الـجَـمَـالَ بـقَصـرِ لُـجٍّ نَادِرٍ
هَـذَا الـفُـؤادُ لِــغَـيــرِهِ لَــم يَـهـتَـدِ
مُـوسَىٰ عَـصَـاهُ بِـضَربَةٍ قد أنْبعَتۡ
مَـاءً مِـنَ الـحَـجـرِ المَتينِ الأَجـلَـدِ
وَغدَت عيونكِ كَالعَـصا فِي فِعلِها
إِرَبَاً تَـقَـطَّـعَ قَـلۡـبُ صَـبٍّ مُـهـتَدِيْ
سَارَ الجَمالُ لِوَجۡهِ يُوسُفُ و انۡتَهَیٰ
فِي وَجهِها الأَبۡـهَـیٰ خِـمـارَاً يَـرتَدِي
كُـحـلٌ و أَحـداقٌ و لَـمۡـعَـۃُ عَـيۡـنِـها
قَبَسَ الجَمالَ مِنَ الجَنابِ الأَحمَدِي
مِـنۡ ثَـغۡـرِهَا الـبسَّامِ تَرۡمي سِحۡرَها
و بِسحرِها هاروتُ جـاءَ لِـيـقـتَـدِي
خَـمۡـرٌ و تَـخـمِيـرٌ و شُـرۡبُ مُدَامِهَا
مُـتَـعَـتِّـقٌ مِـنۡ قَـبۡـلِ آدَمَ يَـشْـتَـدِي
هَـذَا «تَمِيمُ» الحُبِّ يَعزِفُ أَحۡرُفَـاً
نَـغَـمَـاتُـهَـا مِـنۡ ذَاتِ بَـابٍ مُـوصَـدِ
- تميم السّليمَان التّمِيمِيّ