قصيدة نشيد مريد









 

مريدُ إليكَ الرّوح تُهدى ورودُها

 

ظباءً ظِماءً مِن يديكَ ورودها

وشعري كبنتِ الخمسِ تعثُر إن مشت

 

وشِعرُك حوراء الجِنان و رودها

ضلالاً لهذا الموتِ من ظَنّ نفسهُ

 

 ومنذ متى يخشى المنايا مريدها

فوالله إن متنا وعشنا ولم تكن

 

على ما أردناها المنايا نُعيدها

ونستعرضُ الأعمار خيلاً أمامنا

 

فلا نعتلي إلّا التي نستتجيدها

كتقليبِ ثوبٍ مِن ثياب كثيرةٍ

 

قديمُ المنايا عندنا وجَديدها

إلى أن نرى موتاً يليقُ بمثلنا

 

 لينشأ مِن موت الكرام خلودها

يغيبُ أُنادِي يا أبي لا تُخَلّنِي

 

بصوتٍ إذا مَسّ الجِبال يُميدُها

فيفتحُ عينيه ويرسل بسمةً

 

وآلامهُ يبكي العدوّ عديدُها

يؤشّر للموتِ انتظر فيطيعُه

 

كما يأمر الجُند الصّغار عميدُها

يشدُ على كفّي وينطق لا تَخف

 

أجدت حياتي والمنايا أجيدها

يُصافِحُنِي نِدّاً ولستُ بِندّهِ

 

 ولكنّها كَفّ الجوادِ وجودُها

قياماً لِحُرٍّ يُحرِمُ الدّرب إن مشى

 

مشىٰ والداً للأرضِ وهوَ وليدُها

إذا قسّم الأرض الملوكُ فحيثما

 

 يسر شعره منها فتلكَ حدودها

وحدّ بِلاد النّاس حدّ كلامهم

 

وإن كَثُرت أعلامها وبنودها

فللشّعراء الخالدين لُغاتِهم

 

بلادٌ نوارٌ غيرهم لا يسودُها

فصيح نبيّها تسميه شاعراً

 

وأشعارُها يدعى نبيّا مُجيدُها

بلادٌ جميل القولِ نقشُ قلوبها

 

وممحوّ ألقابِ الولاةِ نقودُها

شعوب تخوض الحرب رغم ملوكها

 

وما همّها مهمومها وحميدها

تخوض وغاها والإمام كلامها
فمن  خلفهِ تكبيرُها وسجودُها


 

 

لآياتِها أبياتِها لا وُلاتِها

 

تردّ العِدا يوم الوغى وتذودها

همُ خلقوها لا تدينُ لِحاكِمٍ

 

 يُعلّمهُ كيفَ العِنادُ عنيدُها

همُ خلقوها مِن كلامٍ فأصبحت

 

مجسّدَةً غاباتُها وجرودُها

حديدٌ تجلّى مِن هواءٍ فعندَهُ

 

هواءٌ كرادِيسُ العِدا وحديدُها

بكفَيّ مريد مرّةً بعدَ مرّةٍ

 

تحرّر عانيها وعادَ طريدُها

كآدمَ إذ يهدي الخليقَة لاسمها

 

دليلٌ تلتهُ في فلاةٍ يرودها

يصوغُ لها أسماءها مِن سِماتِها

 

فليلى هواها والغزالة جيدها

 

 

 

ويُهدِي لكلّ الخلقِ تاجاً وبُردَةً

 

فتُعجبها تيجانُها وبرودُها

ويُرسلُها مِن كفّه ويردّها

 

يغني فإن غنّى أتتهُ ردودها

وترنو إليهِ الأرض مثل غزالةٍ

 

تقول له صدني غداً فيصيدُها

فمهما تشائي يا غزالةُ أمطري

 

فما حبّة إلا إليهِ حصيدُها

يظنّ الرّشيد الغيم مالاً بكفّهِ

 

وكفّكَ فيها غيمُها ورشيدُها

وبغدادُها بل شامُها وعُراقها

 

بل الأرضُ أدنى دورِها وبعيدُها

وكم من نبيّ أخرجته عصابةٌ

 

غوت واستوى إيمانها وجحودُها

مسيحاً بشطيّ مصرَ يلقى محبّةً

 

إذِ الشّامُ يطغى رومُها ويهودُها

ويثبتُ عقد بين حرٍّ وحُرّةٍ

 

إذا الدّور لم تثبت لحربٍ عقودُها

إذا ما عقودُ الأسقفِ انهرنَ شيّدا

 

على الأينِ داراً لا ينالُ مشيدُها

وكم كان عقدٌ بينَ مِصر وشامِها

 

 هدى أمّة في الحربّ ضلّ عقيدُها

فمن عين جالوتَ التي ردّتِ العِدا

 

 ومن جبلَي حِطّين قام شهودُها

ومن خالِ اسماعيلَ قدماً وعمّهِ

 

معدّ ابن عدنان اصطفتها جدودها

أرى الشّام لولا مِصر ماء جبالُهُ

 

ومصر بدونِ الشامِ رملٌ صعيدُها

مريدٌ ورضوى ألقيا إذ تلاقيا

 

دروساً فهل مِن سامِعٍ يستفيدُها

أرى الموت يمحو والهوى يكتُب الورى

 

ويضحكُ في وجه المنايا يكيدُها

فتخشى المنايا عِشقَ حُرّ وحرّةٍ

 

وتبصر في وجهيهِما ما يؤودُها

تملّ المنايا نفسها كيف أنَّنا

 

تضيع علينا كلّ يومٍ جهودُها

تظنّ المنايا أنها ستبيدُنا

 

وعِشقُ فتانا للفتاةِ يُبيدُها

ويسطو على مِصرَ الخويدِمُ ذاتُه

 

تُمدّ له مَدّ البِساطِ خُدّودُها

وما الأرضُ فاعلم للكريمِ بمنزِل

 

إذا حكمت أسدَ البِلادِ قرودُها

قد انقلبت أقاؤها لوجوهِها

 

فأذيالُها بين الغصونِ تقودُها

مُعلّقةً رأساً على عقبٍ بِها

 

قنادِيل سوءٍ مِن ظلامٍ وقودُها

فتصبح من أغصانِها في مشانِقٍ

 

تؤرجِحها حمر الوجوه وسودُها

ولاةُ بِلادٍ يخدمون غُزاتها

 

فساداتِها دون الرّجالٍ عبيدُها

تخون بني الدّنيا لتحرسَ نفسها

 

فيقتُلها حُرّاسُها وجنودُها

فتىً  شهِدَت غرّ الصباحاتِ أنّها

 

ببسمتِهِ -لا الشّمس- كانَ وجودُها

 

 

 

فتىً لو تحيدُ الأرضُ عن شمسِها له

 

فشمسُ الضّخى أصلاً إليه محيدُها

ببسمتِهِ تغدو الأسود أليفَةً

 

يقل صغار الحيّ طوعاً ودودُها

ويغدو صغار الحيّ فوق ظهورِها

 

 أسودَاً على الأكتافِ مِنها لبودُها

ومِن زَهرَةٍ مدّت إليهِ كُفوفها

 

نمت أمّة تحمي السّماء زنودها

فصبراً ولا تسأل متى تُزهِر التي

 

على مهلٍ ينمو أمامك عودها

وثِق في حنانِ الماء حين يمسّها

 

صباحاً مساءً كالحبيبِ يعودُها

فحرفتها في بعثها بعد موتها

 

تميل لكيما تستقيم قدودها

ستهديك أزهاراً فريداً كثيرها

 

وألوانها شتّىً كثيراً فريدها

بحار زهورٍ لم تزل في زيادَةٍ

 

على كُلّ جزرٍ ما تكفّ مدودُها

يُقال الردّى بحر يجوز سدوده

 

فنحن بحارٌ والمنايا سُدودُها

وما الموت إلّا خوفه إن نمت

 

يمُت فنسقيهِ مِن أقداحِهِ ونزيدُها

ستقطعُ رأس الموت حين يسلّها

 

نفوسٌ سيوفٌ والجسومُ غمودُها

ليثأرنَ مِنه اشتَقنَ يوم لقائهِ

 

 كأسرى جهادٍ أخّرتها قيودُها

وتهزمهُ قتلاهُ لحظة نصرهِ

 

فينصفُها مِن نفسهِ ويُقيدُها

فكيف يُسمّى الموت شيخاً موقّراً

 

وأحكامهُ هذا الهُراءُ سديدُها

و دولةِ ميدانٍ وقوفٌ مُلوكُها

 

لِأخرى على الكرسيّ طال قعودُها

تحرّر داراً بعد دارٍ كأنّها

 

يدٌ سردت دُرّاً فراقَ سريدُها

ولكنّ إغراء التّملّك حيلةٌ

 

تصادُ بها عوج الرّقابِ وصيدُها

إذا ما بناتُ الليل صدت فأقبلت

 

فعن حيلَةٍ إقبالُها وصدودُها

فكم أجّلوا نصراً أكيداً لأنهم

 

تراءت لهم بيض القصور وغيدُها

خذ الملك مِن أسطارِ رقّ موقّع

 

يكُ الملكُ رِقّاً وقّعته بنودُها

كراسيّ مُلكٍ وهي كُرسيّ مُقعَدٍ

 

جديد الرزايا سعرها وتليدُها

بحربِ محبّيكم وسلمِ عدوّكم

 

تباعُ لكم أخشابها وجلودُها

وكم مهرةٍ أعيت سهام عدوّها

 

فكان بنشّابِ الحبيب همودُها

وكم فتنةٍ ما ماتَ إلّا عليّها

 

وعاش فأودى بالحسين يزيدُها

وقتلاً كما خوص الحصير تشابكت

 

يغطي بلاد المشرقين خضيدُها

ومذ لعبت بالنّردِ دُنياكَ لم تَزَل

 

إلى أبدِ الآبادِ تجري نُرُودُها



 

 

فواللهِ ما تدري سعودٌ نحوسها

 

على كل حال أم نحوسٌ سعودُها

أشدّ مِن القتل الحياة تأجّلت

 

مكير الليالي دونَها وبليدُها

تؤجّل ما بين الشّهيقينِ كفّها

 

ومثل طبيبٍ جاء ينعى برودها

وكم غيمةٍ بالوعدِ والسّعدِ أبرقت

 

فجاءت على عكس الوعود رعودُها

وكم أملٍ يتلوه يأس كما ترى

 

كولّادة تبقى خلاء مهودُها

إذا صمدت للموتِ روحك فانتبه

 

لكي لا يُميت الرّوح منك صمودُها

وإن جمدت دمع اكتفاء من البكا

 

فأقتل حالات الدّموع جمودُها

وساعة حزن واحد أبدٌ فما

 

تقول إذا التفت عليك أبودُها

فكم أبدٍ مِن بعدِه أبدٌ أتت

 

إليكَ بأنواعِ. الرّزايا وفودُها

رأيتُ المنايا تتقي مَن يردها

 

وليس أكيداً يا مُريدُ أكيدُها

ويهزِمها مَن لا يراها هزيمة

 

 فأطول أهل الحربِ عمراً شهيدُها

وأكبر منها من مشى فوق ظهرها

 

فهدّم أعلاها وزلّ وطيدُها

وإن نحن فارقنا الأحبّ أصبحت

 

هداياً منايانا و وعداً وعيدُها

وبحر الخطى ما بيننا متقاربٌ  يسيرُ معاً عجلانُها و وئيدُها

 

 

أراق دمي هذا النشيد وربّما

 

أراق دماء المنشدين نشيدُها

دعوت بموتي قبلهُ كل ليلةٍ

 

ثلاثين عاماً صعبها ورغيدُها

مخافة شِعر مثل هذا أقوله

 

كما ضاق ذرعاً بالدّماءِ وريدُها

وإنّي وإن كانت تُسمّى قصيدتي

 

إذا أقصد السهم القتيل قصيدُها

قصائد مرّ سردها غير أنّها

 

من الموتِ للميلاد يسري عمودُها

معارجُ نحوي دَلّياها كرامةً

 

مريدٌ ورضوى حان منّي صعودُها

أنا قادم لا شكّ والثأرُ مدركٌ

 

على أهلِ دارٍ ما تخانُ عهودُها

ولا تحزنا أن تبصرانيَ واحِداً

 

 فكم ملأ الدّنيا جموعاً وحيدُها

وربّ بِلادٍ مِن وحيدين أدركت

 

بأنّ الوحيدين الفرادى حشودُها

إليك مريداً يستمرّ نشيدُها

 

كما عاد شوقاً للديارِ شريدُها

وتولدُ مِنّي ثمّ مِن ولدي إلى

 

قيامةِ حقٍّ صادِقاتٍ وعودُها

وفي القدسِ نبني دارنا بعد غُربةٍ

 

مريدٌ ورضوى والمحبون عيدُها

وأرضيكِ يا أمّي وأرضيكَ يا أبي

 

حفيدتهُ أهلٌ له وحفيدُها

وتأتي بلادُ السّروِ تعطيك بيعةً

 

مـجـنّــحــةً فــوق الــســمــاء أسودُها

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حبيبتي والربو - عامر رزوق

ياقوتة الكون - أسامة قطان