ياقوتة الكون - أسامة قطان


من كلِّ شيءٍ هُمْ أرقُّ وأصدقُ

وبقربهم رأسُ الضّلالةِ يُشنَقُ

مهما يُضاموا في الدّنا أو يُسحقوا 

لن ترتقوا لنعالِهم لن ترتقوا

وًسماؤُكُمْ أبداً تَظلُّ نعالَهُمْ

.....

لا شيءَ يُحكى، كلُّ شيءٍ واضحُ

ومن البديهةِ أن ترى - مَنْ رابحُ؟

فهناكَ صدرٌ للشهادةِ فاتحُ

والخصمُ لو مازحتَه يتصايحُ

ويموتُ غيظًا لو صَغَا أقوالَهمْ

....

من دونِهم، الموتُ سيّدُ قومِهِ

لا فرقَ بينَ مديحِهِ أو ذمِّهِ

ويجيء صفعًا من أهمَّ بِلثمِهِ

فمتى استبانوا ما أحسّ بِطَعمِهِ

ونيابةً عنّا الرّدى صلّى لهم

....

كالأبجديّةِ قدسُنا في المنْبِتِ

والخصمُ من هذِي كَحرفِ العلّةِ

باقونَ هُمْ في حلقِهم كالشّوكةِ

كم قلةٍ ملأوا الوغى كم قلّةِ

وَغَدًا {سيهديهِمْ ويصلحُ بالَهم}

.....

للنصرِ أيدٍ، قدَ أمدّوا دلوَهم

والجبُّ مرحلةٌ لتُعلي شأوَهُم

من خانَهم قطعاً سيجثو نحوَهُم

حتّى يذوقوا منَّهم أو سلوَهُم

ويَروا القميصَ يمينَهم وشمالَهم

...

عَرّافةُ الحيِّ القديمِ ستقدُمُ

وتكادَ ترقص وهيَ تحكي عنهمُ

والأرضُ هذي للذي هو أقدمُ

ما راحَ رغماً سوفَ يُرجعُهُ دمُ

حتّى الكفيفُ تراهُ يبصُرُ فالَهمْ

....

من بعدِ هذا الضيقِ، تُوجدُ فُسحة

ستعانقُ الأقصى اشتياقًا مكّةُ

وسيُحسدُ الأطفالُ، منها أُنبِتوا

إنّ السّلاحَ على يَديهم دُميةُ

ومِنَ المعاركِ كم سقوا أكيالَهم!!

...

عذرًا أبا حفصٍ ومِنكَ المعذرَهْ

بيتًا فتحتَم، نحنُ منْ قَد سكّرهْ

كم من مجازرَ في الرؤى كم مَقبرَهْ

تتآمر الدنيا لتمحي أصفرَه

وبلالُنا يُنسي الأنامَ بلالَهم

....

خصمٌ كما الأورامِ قد دخلَ البَدَنْ

لا في القذائفِ والتّجاهلِ قد سَكَنْ

ولهُ صعاليكٌ تمدُّ لهُ المُؤَنْ

والطبُّ في هذا الخصوصِ يقول أنَ

أضحى علاجُ الحالةِ استئصالَهم

....

قلبًا كَقلبِ الأُسْدِ أضحى قلبُنا

بدمِ العدا قد صارَ حقاً لِعبُنا

إنْ يقتلوا طفلًا يدافعْ شَيْبُنا

ماذا نخافُ وقالَ فيهم ربُّنا

اللهُ مَولانا ولا مَولى لهمْ



 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة نشيد مريد

حبيبتي والربو - عامر رزوق